السؤال : لقد أساء الى زوجى بكلمات جارحة فقمت بالرد عليه بنفس الطريقة .. فغضب منى وابتعد عنى فراجعت نفسى
واعتذرت له .. فما رأى الدين فى ذلك؟؟
يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الازهر : ان الاسلام أمر المسلمين عامة بالتحمل والعفو والصبر وان كان قد أجاز
للمظلوم أن ينتصف من الظالم بمثل ما ظلم به ... قال الله تعالى " وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله
انه لا يحب الظالمين " 40 سورة الشورى
وقال تعالى " ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فاذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم " 34 سورة فصلت
واذا كانت مقابلة السيئة بمثلها جائزة بين عامة الناس فانها بين الزوجين لها وضع خاص .. وقد حدث " أن سعد ابن الربيع
نشزت عليه زوجته حبيبة بنت زيد بن خارجة فلطمها ... فاشتكاه أبوها للنبى صلى الله عليه وسلم فقال : لتقتص من زوجها
فانصرفت مع أبيها لتقتص منه .. فقال عليه الصلاة والسلام ارجعوا هذا جبريل اتانى .. فأنزل قول الله تعالى " فالصالحات قانتات
حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتى تخافون نشوزهن فعظهون واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن
سبيلا ان الله كان عليا كبيرا " 34 سورة النساء
فقال عليه الصلاة والسلام " أردت شيئا وما أراد الله خير " ونقض الحكم الاول فلا يجوز للزوجة أن تسىء الى زوجها وصبر
الزوجة على اساءة زوجها له ثواب عظيم قيل أنه ثواب امرأة فرعون .. قال تعالى " وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون
اذ قالت رب ابن لى عندك بيتا فى الجنة ونجى من فرعون وعمله ونجى من القوم الظالمين " 11 سورة التحريم
وقال تعالى " وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت
الأنفس الشح وان تحسنوا وتتقوا فان الله كان بما تعملون خبيرا " 128 سورة النساء
والتى أساءت الى زوجها وطلبت منه العفو اذ أحسنت صنعا فقد منعت من سخط الملائكة عليها كما صح فى الحديث أن النبى
صلى الله عليه وسلم قال " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تأذن فى بيت زوجها وهو كاره ولا تخرج وهو كاره ولا
تطيع فيه أحدا ولا تعزل فراشه ولا تضر به .. فان كان هو أظلم فلتأته حتى ترضيه فان قبل بها ونعمت وقبل الله عذرها وأفلح
حجتها ولا اثم عليها وان هو لم يرض فقد أبلغت عند الله عذرها " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
منقول